الاثنين، 26 مايو 2014

البرامج الرياضية.. بين اللغة السيئة ونعيق المصالح




فيصل القحطاني

    الإعلام بمختلف أشكاله المرئية والسمعية والمكتوبة رسالته أخلاقية في المقام الأول، قبل أي رسالة إخبارية أو حوارية فهو بانتشاره يقود الرأي العام عند غالبية الناس، ويعتبر مصدرهم الأول في تلقي المعلومات والتوجهات.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب، إن رسالة البعض من الإعلاميين حالياً بدأت تتركز كيف ترضي رئيسا أو جمهور أحد الأندية لتتكسب منه ولو كان بالكذب وتزييف الحقائق من دون تأدية رسالة الإعلام الحقيقية، وهؤلاء إعلام يرتكز على المكاسب والمصالح الشخصية بغض النظر عن واجباته.
المنبر الذي يصل فيه صوتك لناس وإن اختلفت أنواعه يبقى "أمانة" على عاتقك، حال البرامج الرياضية لا يسر المتابع، فالبعض منهم أصبحوا مجرد أداة (تلميع) لبعض المسؤولين.
من يمارسون التلميع في البرامج الرياضية وصل بهم الأمر إلى أطلاق ألفاظ بذيئة على الملا من دون اكتراث أو احترام للمتابع الذي لم يعد يطيق سماع المناوشات والتجاوزات التافهة في برامجنا وقنواتنا، وهذه المستويات الهابطة من الحديث تؤيدها بعض القنوات لكونه يجلب المتابعين تحت غطاء "الإثارة".
التجاوزات من مقدمي البرامج الرياضية وصلت إلى مرحلة نشر التعصب بل أعظم من ذلك، حواراتهم وأحاديثهم تكاد لا تخلو من "العنصرية"، وهنا ندرك خطورة ما وصلوا إليه فهذه البرامج تملك حرية ومساحة كبيرة لإبداء الآراء لكنها استغلت أسوأ استغلال، فمن تجاوز هذه الخطوط الحمراء التي ينهى عنها الدين الإسلامي قادر على تشكيل خطر كبير ليوصل العنصرية إلى رياضتنا.
وهذا الفكر المنحط يتواصل في إعلامنا، وناشرو التعصب لايزالون يبثون سمومهم عبر مختلف المنابر التي يتواجدون فيها، فهم شكلوا صورة سيئة للإعلام ويستضافون للبرامج بطرح ممتلئ بالأفكار الهابطة التي تصنع الإثارة المصطنعة، ومساحيق التجميل حكاية أخرى مع من يتفننون بالظهور ويهتمون بمظهرهم الخارجي ويتناسون مخزونهم الداخلي الذي يفترض أن يكون ممتلئا بما يفيد لكنه أصبح ممتلئا بالتعصب والعنصرية.
الإعلامي المهني "ضعيف" وليس له سند خلفه، عكس ما هو حاصل مع الذين يبثون السم عبر منابرهم فيجدون الدعم الكبير خلفهم لكون بذاءتهم وتعديهم على أطراف معينة تحقق لهم مصالح شخصية.
الوسيلة الإعلامية التي لا تحترم مشاهديها بوضع مصالحها الشخصية قبل أي شيء هي بذلك خائنة لقيمة الرسالة الإعلامية فقد خسرت المهنية والحيادية الإعلامية.
بعض ممن يعمل في سلك الإعلام أصبح خطراً محدقاً على الرياضة لكونه يقود الجماهير بأفكاره المنحطة وللأسف مازالت الجهات الرقابية تنتقي عقوباتها على الإعلاميين وبعض الوسائل من دون أن تلتفت لمثل هؤلاء.

اتحاد الكرة والهيبة الضائعة

فيصل القحطاني
    في العشرين من ديسمبر عام 2012 أعلن فوز أحمد عيد رئيساً لاتحاد كرة القدم كأول رئيس منتخب لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، في ذلك الوقت استبشر الرياضيون خيراً برئاسة ابن الرياضة، إلا أنه بعد مضي عامين من الرئاسة كأن شيئا لم يتغير فتواصلت نفس الأسماء تقريباً في لجان الاتحاد وتواصل معها الفشل المرير!
هذا الموسم أكد للأسف أن اتحاد الكرة ضعيف، وأن غالبية من يعمل فيه ليسوا بالكفاءات التي انتظرناها من اتحاد منتخب، سلبيات جلية ظهرت لتؤكد ان اتحاد القدم من دون هوية، تخبطات لجنة الحكام وسوء إدارتها تواصلت مع الأخطاء الكارثية من الحكام والتي انتظرنا من اتحاد الكرة محاسبة المسؤول عنها وإصلاح ما يمكن إصلاحه لكن "عيد" وقف وقفة المتفرج وكأنه يبارك للحكام أخطاءهم فقدم لهم دعمه والثناء عليهم وعلى رئيس اللجنة الذي أثبت بما لم يدع مجالا للشك أنه ليس قادراً على هذه المسؤولية.
لجنة الحكام ليسوا الوحيدين في منظومة الفشل بل ان العلة كما يمكن أن نقول تكمن في لجنة الانضباط.
رئيس الاتحاد عيد يظهر أحياناً بتصاريح متناقضة يجعل المتابع يحتار، فعندما أعلن رفض نقل مباراة النصر والتعاون بحجة أن (المبادئ الرياضية ترفض ذلك) ، سرعان ما تبددت وتبخرت تلك المبادئ ونقلت المباراة رغم أنف الاتحاد السعودي.
الاتحاد المنتخب يظهر لنا بتخبطات وكأنه لا يملك الشرعية فلا قرارات تنفذ ولا أوامر تحترم وهيبة ضائعة تؤكدها التصاريح المتناقضة.
الكرة السعودية تمر بمرحلة خطرة جداً المستويات الفنية هابطة والتصاريح والبيانات الإعلامية هي المسيطرة على الساحة بل إن كل الأحاديث أصبحت تنصب على ما يدور خارج الملعب وليس داخله بل يبدو أن عيد أنجر خلف تلك المهاترات عندما رد على تصاريح رئيس الشباب خالد البلطان ودخل في منازعات لم تنته إلا بتدخل الأمير نواف بن فيصل.
الكرة السعودية خسرت ملف تنظيم آسيا 2019 وهو أمر غير مستغرب في ظل الأوضاع السيئة في الاتحاد السعودي، ميزانية مهدرة ولجان تحتاج غربلة إدارية.
وصلنا لمرحلة أن التصاريح الخادشة والأهازيج العنصرية (تصدح) في ملاعبنا وإعلامنا من دون أي عقاب مما يشوه صورة رياضتنا.
عيد قادر على أن يدير الكرة بالسعودية على أكمل الوجه متى عرف كيف يردع التدخلات في لجانه واتحاده وفهم كيف يكون قوياً متمسكاً بالقوانين.

السبت، 17 مايو 2014

إلا سامي يا رجال الهلال

رغم قناعتي الشخصية بأن موسم الهلال المنتهي كان موسماً سيئاً إلى أبعد الحدود , لكن هذه النظرة قد تقتصر على البطولات المحلية , ورغم المستوى الكبير والتأهل إلى دور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا إلا أن حال جمهور الهلال يقول (الطموح كان أكبر) ويحق لهم ذلك فشرهة العاشق كبيرة.

إدارة الهلال هي المعنية بالمقام الأول في المستويات الهزيلة التي ظهر بها الهلال , فهي أبصمت بالعشرة على نفسها بالفشل في إنهاء الصفقات والتعاقدات الجيدة , بل أنها تكابر على ذلك وتصر على قناعاتها في كثير من المسائل , ونتيجة ما تفعله الإدارة نرى تراجع مخيف في مستويات الهلال في السنوات الأخيرة.

إن أبرز ما يميز مسيرة رؤساء الهلال الناجحين عبر أوقات مختلفة , هو التحفيز المعنوي والمادي والقرب من الفريق , واستشعار المسؤولية الملقاة على ظهر الرئيس , فأكثر ما يعانيه الهلال في الوقت الحاضر أن الهلاليين لا يعرفون قيمته ولا يقدرونه حق قدره فالنادي العظيم يحتاج عمل عظيم يوازي التطلبات وعندما لا تقدر عليه يجب عليك الرحيل.

حديثنا الآن بعد نهاية الموسم رغم أن نهايته كانت سعيدة للهلاليين بالوصول إلى دور الربع النهائي من دوري أبطال آسيا , إلا أن هذا التأهل لن يمحي أو يخفي موسم الهلال الباهت , فخسارة ثلاث بطولات قاسية على الزعيم وجمهوره , المدرب سامي الجابر أو كما يحلو لكارهيه المتدرب سامي الجابر كانت نتائج الفريق معه تصاعدية , وحقق أرقاماً جيدة لكنها لم تكن مرضية للزعماء , فالجابر خذله خطي الدفاع والحراسة خصوصاً في الدوري وبداية البطولة الآسيوية , إضافة إلى أنه أجبر على مشاركة بعض الأسماء في الفريق رغم عدم نجاعتها بسبب كثرة الغيابات والإصابات خصوصاً من تعاقد معهم بالفترة الشتوية لسد الخلل.

الاجتماع الشرفي القادم للهلال سيناقش استمرارية الجابر من عدمها , وأنا لست في موضع أن أشيد بالجابر على حساب مصلحة الهلال لكنني مدرك والكثير من المتابعين أيضاً أنه مدرب كفء لقيادة الهلال ونتائجه الجيدة دليل ذلك أضف إلى أنه حمل نفسه المسئولية في خسارة البطولات المحلية متجاهلاً أخطاء الإدارة , هو يحتاج فقط إلى بعض التعاقدات المحلية والأجنبية لتحسين صورة الهلال , والمستوى الذي ظهر في آخر مباريات الموسم يؤكد كفاءته.

أعضاء شرف الزعيم أمامهم اجتماع مصيري لتناقش والتشاور بينهم وبين الإدارة حول مستقبل الهلال , خصوصاً عن ملفي الجهاز الفني والدعم المالي.

على رجال الهلال مناقشة الإدارة حول ضعف المركز الإعلامي للنادي وأمانة النادي اللتان يظهر ضعفهما الواضح وعدم  جدارة من يعمل بهما.

أعلن الرئيس عن مناقشة استمرار سامي الجابر مدرباً في الاجتماع الشرفي القادم , لكن لماذا لا يناقش استمرار الإدارة من عدمه ؟

هو مجرد تسأل , فمصلحة الهلال تفرض علينا أن نبحث ونناقش جميع من ينتمي لهذا الكيان.

 

آخر السطر


تيفو الهلال

شكراً لمجلس الجمهور الهلالي الذي رسم أجمل اللوحات والإبداعات وجعل من جمهور الهلال محفزاً للفريق , هذا لا يليق إلا لفريق عظيم مثل الهلال (فخر آسيا).

 

الاثنين، 12 مايو 2014

(زعيموف)

لن نجد نادي رياضي يشغل الناس مثل الهلال , حيث أنه حديثهم في كل شاردة وواردة , وهذا الأهتمام الكبير من مشجعي مختلف الأندية للهلال لم يأتي بالتأكيد من فراغ , فزعيم آسيا يسير نحو تحقيق البطولة الآسيوية السابعة له في تاريخه , يسير كأنه سيل جارف كاسراً كل الصخور التي تقف عائقاً ضده , الهلال لا يعرف المستحيل , وهذا ما تؤكده لنا مباراة بونيودكور الأخيرة فرغم الغيابات الهلال يبقى كعبه عالي على جميع الأندية ويحقق الانتصار تلو الانتصار ورافضاً أن يتأثر بأي ظروف.
هلال سامي من جديد يضرب بيد من حديد قائلاً .. الأرض أرضي والزمان زمانيه , تصدر وتأهل من أصعب مجموعات البطولة وأثبت قدرته على الوصول إلى أبعد من دور ال16 حاسماً مباراة الذهاب بهدف دون مقابل ليسهل مهمة التأهل إلى دور الربع النهائي , الهلال يعاني كثيراً من النقص لكن الهلال هو الهلال فهو لازال يثبت أنه لا يقف على أحد وحتى وإن كان في أسوأ الظروف.
لم تنتهي الحكاية , والهلال لم يضمن إلى الآن التأهل إلى ربع النهائي , لكن كلي ثقة بأن رجال الهلال الذين جلبوا الفوز من أرض الأوزبك قادرين على حسمها في الرياض.
هذا الموسم للهلاليين إن كان مشوه محلياً , لكن أجمل من الجمال آسيوياً.
شباك الهلال لم تهتز منذ أربع مباريات أي منذ 385 دقيقة كأعلى رقم في تاريخ البطولة الآسيوية , وهذا الأرقام تؤكد أن سامي أستطاع حل مشكلة الدفاع وجعلاً منهم كتلة مترابطة وكما قال المدرب الإيطالي الشهير مارتشيلو ليبي : (الهجوم القوي يكسب المباريات ، لكن الدفاع القوي يجلب البطولات ) فمن هنا كانت مشكلة الهلال طوال الموسم وهي أمتلاكه لهجوم قوي وفي المقابل دفاع ضعيف , ويبدو أننا الجابر فهم أخيراً كيف يحل هذه المعضلة .
رغم أن فوز الهلال على بونيودكور كان خارج الديار لكن لابد أن يفهم لاعبي الزعيم أن فريق بونيودكور صعب , والتأهل لن يكون سهلاً , على الورق الهلال الأقرب والأفضل لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل لذا لا نريد في آخر مباراة بالموسم إلا التركيز وشحذ الهمم وإهداء الفوز إلى الجماهير التي أكدت أنها اللاعب رقم 1 في منظومة الهلال.
زعيمنا لامن لعب كلّه امتاع
يعطي خصومه من جهوداتهم اوف
كم واحدٍ من فوزه اليوم مرتاع
و ردد ذبحت آمالنا يا زعيموف
*عيد السهلي
@faisalalhbabi