الكثير من
اللاعبين في زمان المال والأحتراف لم يهمة التقديم للنادي بل اصبح شغله
الشاغل الأول هي العقود والملايين التي يتقاضاها ، ويضمن بها مستقبله ، فلا
يهمه بعدها مستواه فسرعان ما نرى اللاعب يهبط أداءه في المستطيل الاخضر ،
لنراه حبيس الدكة تارة ولاعبا لدقائق معدودة تارة اخرى ، ثم تنتهي مسيرته
الذي قد تطول بأفضل احوالها سنة أو سنتين في الملاعب !
في الجانب الآخر أسطورة سعودية ، لازال
يقدم إلى يومنا هذا أفضل المستويات وفي اعتقاد الكثير النجم الوحيد الباقي
من الجيل الذهبي للاعبين السعوديين.
محمد بن بندر الشلهوب محبوب الجميع
لعلو خلقه وأدبه – رحم الله من رباه – , 13 عام من العطاء مع الهلال قاد
الفريق الهلالي إلى تحقيق البطولات المحلية والخارجية ليصبح أكثر لاعب
سعودي تحقيقاً للبطولات ب25 بطولة كاسراً أرقام أساطير مثل يوسف الثنيان
وسامي الجابر
ومع هذه الإنجازات لم يمل من تقديم
أفضل المستويات. حتى وهو في عمر ال33 لازال يعطي بكل روح ووفاء لناديه لم
يسبق لنا أن شاهدنا يوماً لاعب يقدم هذا العطاء والروح وهو محقق جميع
الإنجازات مع ناديه المحلية والعربية والآسيوية.
في زمن الأحتراف والملايين لم يأخذ
الكثير ولم يكن جشعاً يبحث عن الملايين دون تقديم المستويات ، بل هو علاقة
عكسية مع الأحتراف يأخذ القليل ويقدم الكثير !
يظل مبتعدا قدر مستطاعه عن فلاشات الكاميرات ويكتفي بابتسامة وأحترام للجميع من النادر أن تجد مثلها ,
شهرته لم تكن إلا عن طريق حب الجماهير له خلقاً ثم لاعباً فهو يجبر الجميع على تقديره، حتى خصومه .
هناك الكثير من اللاعبين برزوا لنا
بسرعة وظهروا بمستويات كبيرة وتألقوا ، لكن وبنفس سرعة ظهورهم اختفوا من
الملاعب ولا يزال أسطورتنا يقدم أروع وأمتع اللمسات ويحقق البطولات !
إعلامنا وللأسف يرفع من شأن لاعبين
ويقلل من آخرين ، فمحمد الشلهوب كان الإعلام دائماً ظالما له ولم يعطي تلك
الأضواء التي أعطيت للاعبين هم مجرد (أقزام) إذا ما قارناهم بالشلهوب ،
لم يبحث يوماً عن الشهرة فالشهرة والأضواء بل هي التي بحثت عنه !
سئل الشلهوب بعد وصوله إلى رقم 25 بطولة عن سر هذا التفوق فقال “رضا الوالدين هي من أوصلتني لهذه الإنجازات”
أي تواضع وأي كلمة تلك تصعب أن تخرج من أي لاعب إلا الشلهوب عنوان الوفاء والتواضع.
الشلهوب “مدرسة” على كل لاعب يريد تحقيق المجد التعلم منها , توفيق من الله ورضاء من الوالدين قادت إلى مجد كبير. “سفير الأخلاق”
لاعب لازال لديه الكثير ليقدمه ولن يقف عطاءه للهلال عند اللعب فقط بل أتمنى وأعتقد أننا سنرى الشلهوب مدربا للهلال يوماً ما ،
يعجز أي قلم أن يفي بحق الشلهوب فمن
النادر جداً أن تجد لاعب يحبه خصمه قبل عاشقه ويتفق عليه منافسوه سوى
الشلهوب ومن الصعب أن تجد لاعبا ترك الملايين والشهرة ، وهمه الأول مقدار
العطاء لفريقه .
بأختصار من الصعب أن تجد اسطورة كالشلهوب .
تابعوني على تويتر @faisalalhbabi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق